برج إيفل
برج إيفل هو رمز العاصمة الفرنسيّة، ومن أهمّ المعالم السّياحية على مستوى العالم؛ حيث يتوافد السّياح من جميع بقاع الأرض لزيارته، والتقاط الصّور التّذكاريّة أمامه، وقضاء أوقاتٍ مميّزة داخل طوابقه المُتعدّدة، ومطاعمه المختلفة. يقع برج إيفل في العاصمة الفرنسيّة باريس، وتحديداً في أقصى الشّمال الغربي لحديقة شامب دي مارس الواقعة بقرب من نهر السين، وقد اتّخذت منه مدينة باريس رمزاً لها كونه المعلم الأبرز الذي يُشكّل أكبر نسبةٍ من الزوّار في فرنسا.
صُمِّم برج إيفل ليكون كمدخلٍ مميّزٍ للمعرض الدّولي العسكريّ الذي أُقيم بباريس بسبب الذّكرى المئوية للثورة الفرنسيّة، وكان ذلك بأمرٍ من غوستاف إيفل عام ألف وثمانمئة وتسعة وثمانين، وقد كلّف بناؤه حوالي سبعة مليار وثمانمئة ألف فرنكٍ ذهبيٍّ فرنسيّ، ونتيجةً للإبداع المُتناهي في بنائه وتصميمه فقد استطاع استرداد أكثر من نصف قيمةِ بنائه خلال سنةٍ واحدةٍ فقط، وفِي عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستةٍ وأربعين سجّل برج إيفل على لائحة الآثار التاريخيّة لمدينة باريس.
تصميم برج إيفل
لبرج إيفل هيكلٌ حديديٌّ يبلغ ارتفاعه ثلاثمئةٍ وأربعةٍ وعشرين متراً، وقد سُمِّي ببرج الثلاثمئة في الافتتاح، ومن بعدها سُمِّي برج إيفل تيمُّناً بغوستاف إيفل الذي أمر ببنائه، وصَاحب الفكرة في تصميمه.
بدأ العمل في إنشاء برج إيفل في السّادس والعشرين من يناير لعام ألفٍ وثمانمئةٍ وسبعةٍ وثمانين، واستمرّ لمدة سنتين وشهرين بمُشاركة ما يزيد عن خمسين مُهندساً معماريّاً، وثلاثمئة عاملٍ؛ ففي الشهور الخمسة الأولى بُنيَت الأساسات للبرج، بينما كلّف بناء البرجِ كاملاً واحداً وعشرين شهراً، لتكتمل فيه أعمال البناء في الحادي والثلاثين من آذار عام ألف وثمانمئةٍ وتسعةٍ وثمانين، ليُفتتحَ رسميّاً في السّادس من مايو لعام ألفٍ وثمانمئةٍ وتسعةٍ وثمانين.
يبلغ ارتفاع برج إيفل وقت إنشائه حوالي ثلاثمئة مترٍ، ثم أُضيف له طابقٌ إضافيٌّ لحمل الرّاية، ليصل ارتفاعُه إلى ثلاثمئةٍ واثني عشر متراً، وبعد ذلك، أُضيف له الهوائيُّ الخاصُّ بالبثِّ للأقمار الصّناعيّة ليُصبح ارتفاعُه الإجماليُّ يزيد عن ثلاثمئة وأربعة وعشرين متراً، ليُسَجَّل كواحدٍ من أطول البنايات في العالم آنذاك.
استخدامات برج إيفل
استُخدِم برج إيفل منذ أن بُني في تنفيذ العديد من المشاريع التّنمويّة والاقتصاديّة التي تخدم فرنسا، والتي يمكن ذكر بعضها:
- البث : استخدم برج إيفل في محاولةٍ للبثِّ الإذاعيّ عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستةٍ، وقد استُخدِم فعليّاً في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستةٍ وعشرين، حيث إنّ الأمر لم يتوقف على البث الإذاعيّ فقط، وإنّما تعداه للبثّ التّلفزيونيّ الذي بدأ العملُ فيه فعلياً في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعةٍ وخمسين.
- واجهةٌ تجاريّة: استطاع برج إيفل في السّنوات الماضية استقطابَ أشهر الشّركات والمطاعم العالميّة لافتتاح فروعٍ لها في البُرج، ممّا أثرى الحركةَ الاقتصاديّة في فرنسا، وزاد من الاستثمار فيها بقيمةٍ تعدّت الضّعف من عوائد الإنتاج السّياحيّ الكُلّي فيها.
معلومات عن برج إيفل
- يتكون جسم البرج من الحديد، حيث يتكون من ثمانية عشر ألفاً، وثمانٍ وثلاثين قطعة حديدية، مثبتة باستخدام مليونين ونصف المليون مسمار، ويزن البرج حوالي عشرة أطنان.
- يبلغ ارتفاع الهوائي في برج إيفل ثلاثمئةٍ وأربعةٍ وعشرين متراً، أما ارتفاع السطح فيبلغ ثلاثمئة متر وخمسةٍ وستين سنتيمتراً، أما ارتفاع الطابق الأخير فيبلغ مئتين وثلاثةٍ وسبعين متراً.
- يتكوّن من ثلاثة طوابق، وسبعة مصاعد كهربائية، ومطعمين لتقديم وجبات الطعام للزوار، ويستغرق المصعد حتى يصل من القاعدة إلى القمة حوالي ثماني دقائق.
- صمّم بناءه ستيفن سوفيستري، والمهندس موريس كوتشلن، وإيميل نوغيير، وقد كان تحت رعاية المهندس المعماري غوستاف إيفل، وقد سُمّي البرج على اسمه.
- كان يُستخدم في الماضي لإجراء التجارب العلمية من قبل الكثير من العلماء والخبراء، مثل تجارب الطقس، والسقوط الحر للأجسام، والرصد الجوي.
- يعتبر من ضمن النُصُب التاريخية، وهو جزء من قائمة التراث العالمي التي وضعها اليونسكو.
- اشترك في بنائه ما يقارب خمسون مهندساً، وثلاثمئة عاملٍ.
- تم طلاء برج إيفل بثلاث درجات طلاء مختلفة اللون، حيث توجد الدرجة الأغمق في القاعدة، والدرجة المتوسطة في المنتصف، والدرجة الأفتح في أعلى البرج.
- يتم بشكلٍ دوري كل سبعة أعوام طلاء البرج بحوالي ستين طناً من الدهان، وذلك لحمايته من التآكل الناتج عن العوامل الجويّة.
- حفر غوستاف إيفل أسماء اثنين وسبعين مهندساً على جسم البرج، وهم من أشهر مهندسي تلك الحقبة.
- يتكوّن البرج من سلالم يبلغ عدد درجاتها ألفاً وستمئة وخمس وستين درجةً، ولا يسمح باستخدامها إلا لغاية الطابق الثاني فقط.
- في الليل، تتم إضاءة البرج بشكلٍ كاملٍ، ليصبح منظره غاية في السحر والجمال.
بناء برج إيفل
يُعدّ المهندس غوستاف إيفل هو المسؤول عن بناء برج إيفل، بعد أن شارك في مسابقة عقدتها الحكومة الفرنسيّة لتصميم نصب تذكاري، ووافقت لجنة المسابقة على تصميم غوستاف إيفل، وأُسس برج إيفل في الفترة الزمنيّة بين سنوات 1887م - 1889م، واعتمد على تكاليف قليلة، وأصبح مُتاحاً لزيارة النّاس له في 15 أيار (مايو) من عام 1889م.[٢]
بدأ غوستاف إيفل بوضع التصميمات الأولى لبرج إيفل في سنة 1884م، وأظهرت الحسابات والدراسات المبدئيّة أن الاهتمام بقدرة البرج على مقاومة تأثير الرياح هو أساس نجاح تصميمه؛ لذلك استُخدمت أربع دعامات من المعدن بالاعتماد على مشدّات ضمن الكتلة الخرسانيّة التي شكّلت قاعدة البرج في الأرض، وتمّ الاعتماد على 250 شخصاً للعمل خلال 21 شهراً ونصف الشهر في عملية بناء برج إيفل.[١]
